قطرات الماء وثقافة التغيير.
صفحة 1 من اصل 1
قطرات الماء وثقافة التغيير.
قطرات الماء وثقافة التغيير.
لكم تجذبنى قطرات الماء في انسيابها حافرة في الصخر سحرها، وتاركة في الأرض آثارها، تتجدد المياه في مساراتها من ينبوع يضخ الحياة فيها فيزيد جمالها تألقاً وحسنا، وكم يزعجني إن ما عكر صفاء الصورة صخر عنيد أو غصن تهاوى من علياء جذوره فسقط معترضاً الجدول وحول الماء المتجدد راكداً لا حراك فيه فأفقده الصفاء ولون سطحه بالتجاعيد وكأنه يرفض التغيير ويعلن معارضته التجديد.
ما سبق دفعني للتأمل قليلاً حول واقع مؤسسي نحيا ومأساة نعايش فرغم بصيص الأمل المنبعث من الزوايا الخافته ورغم المحاولات المتفرقة هنا وهناك لخرق الطوق وإيصال الصوت، مازال واقعنا يعتريه الوهن ومؤسساتنا الأهلية لا تغادر مربعاتها, بل أن مجالسها الإدارية باتت مملكة أحادية ومدرائها منذ سنين توسدوا أماكنهم وماغادروها تطويراً أو تدويراً .
ما ألمسه أننا نفتقد وبشدة لثقافة التغيير وتقبلها، فبنظر الغصن المتعالي بكبر مقامه المتهاوي بضحالة إنجازه لا حاجة للتغيير فالأمر يجري بانسياب ولا مشكلة حقيقية تلوح في الأفق ولا بأس إن كان نظام يتهاوى طالما أن الكلمة الفصل للغصن صاحب الفضل، ولا بأس إن خرقت لوائح ونفذت مشاريع وأنفقت ملايين فالمجتهد مأجور في الحالتين ولا بأس من السير دون نظم وقوانين.
ومن وجهة نظر الصخر معترض الجدول, التغيير إن قدم قد لا يبقيه، وفي أفضل الأحوال سيغير بيئةً ونظاماً يؤويه, كيفه لصالح بقائه وتوسد ساحة القرار فيه، وكل من يأتي بغير ما أتى به باطل يستحق الهدم فلا أريكم إلا ما أرى، ولا بأس إن جانب الصواب بل ولا بأس إن قتل روح الإبداع فى مهدها ونحر الفكرة فى منبتها فكل الوسائل مشروعة شرط ألا يحدث التغيير.
تلك الصورة المؤلمة وإن تم استثناء بعض المؤسسات منها إلا أن غالبيتهم واقع تحت تأثيرها بقصد أو دون قصد، ما العمل إذا استسلام لواقع أليم والركون لأن تهب رياح التغيير من الخارج ترهيباً أو ترغيباً؟ أم البقاء رهينة تغيير منوط بشروط وأجندة المانحين؟
أتوقع أننا بحاجة لأشخاص يحملون التميز وساماً على صدورهم ويعتبرون رواداً في مجالاتهم، إننا بحاجة لشخص فريد وشخص رائد للبدء في عملية التغيير فالتغيير عملية لها ضوابط وشروط تتطلب التراكم لا حدث عابر مبتور ليس له جذور.
أشخاص على قدر التحدي لا تثبط عزيمتهم بتخاذل المحيط ولا تنتكس الآمال بآلام مخاض عملية التغيير فعلى قدر التحدي يكون تذوق طعم النجاح.
وعليك إن أردت أن تكون الفريد والرائد صاحب التغيير وحامل همه أن تدرس الواقع المراد تغييره. تلاحظ، تدون، تفكر بتعمق, تنظر لمن هم حولك ومن يصلح ليكون صاحب شرف التغيير وصاحب العزيمة التي لا تلين.
وعليك بإيصال رسالتك بالطريقة التي يفهمها غيرك لا بالطريقة التي تفهمها وعليك أن تكون واضحاً في غاياتك وأهدافك من التغيير فإن كنت صاحب غاية وهدف سام فستصل, أما إن كنت من أصحاب التغيير للكسب الذاتي فستهوي كما هوى غيرك.
ولا عليك بمن يريد التشويش على عملية التغيير فوجودهم حتمي فأنت تهدد مكانتهم الاجتماعية وتهدد صورتهم التي حفروها في أذهان مريديهم وأتباعهم سنوات طويلة فستجد تثبيط الهمة وتحقير المعلومة ونسف الإنجاز فلا تُضْع الوقت في الرد على الترهات وألتفت وركز في الإنجاز وإيصال الرسالة.
لا تحاول العمل منفرداً فعملية التغيير تتطلب تظافر الجهود وإشراك الجميع بصناعة القرار كي يتحملون نتيجة التغيير القادم، وإن ما نجحت في تشكيل فريق يؤمن بالتغيير وقادر على مواصلة الدرب فأعمد للترويج للتغيير وأشعر مجتمعك بوجود المشكلة ولابد من حلها.
وإن ما طَرحْتَ المشكلة ونجحت في ترويجها لا تربك الساحة بغياب الرؤيا المستقبلية للحل، فمن البديهي بمكان أن يكون محل التساؤل الأول ما البديل المقنع وما الرؤيا التي بموجبها سنغير ما نحن فيه لما تنشدنا إليه.
ولتضع رؤيا تقنع الجميع وتصب في خانة التغيير لا تستأثر بها لوحدك أشرك الفريق ومن أراد من المجتمع بل وإن شئنا الدقة عليك استشارة كل فرد في المجتمع موضع التغيير ولا تهمل فكرة ولا تحقر من رأي، فالكل له دور في عملية التغيير.
وإياك والصدام على سلطة واصدار قرار فتوزيع الأدوار مطلوب وحفظ المقامات ضرورة، وميزان الحماسة لدى الأفراد ولدى فريقك يقل وينقص فعليك بما يرفع وتيرة الحماسة ويلهبها ولتكن عينك على الوسائل التي تحقق الرؤيا موضع الإتفاق وعين على شؤون فريقك وحاجياتهم.
وإن ما قررت خوض غمار التغيير وريادته فعليك عبء مضاعف فقائد الفريق كالعضو في الفريق فلا تبخس أعضاء الفريق حقهم ولا تفرط في حقوقهم فأنتم جسد واحد. التغيير مناط فيه فإياك وأن يُصدم أعضاء الفريق بقائدهم، تعالى عن الصغائر لتسمو وتَرفع عن الكبائر لتستحق القيادة.
وأعلم إن نجحت والفريق في عملية التغيير فالأنتقال من مرحلة لمرحلة يصاحبه الفوضى فعليك بمعالجتها ولا بأس من إخفاقات هنا وهناك فالعملية لا شك صعبة ومعقدة وشائكة، إلا أنك بحاجة لنجاح ملموس تقنع به فريقك والمحيط ويستشعره من كان دوماً غصناً وصخراً معيق.
تذكرت أمراً سأختمه نثراً ، أيا غصناً تهاوى في الجدول للماء معترضاً، أما علمت إن الماء صددت تراكمت القطرات حتى تزيحك أمراً، وتمر فوقك غصباً؟، وأيا صخراً تحدى بصلابته انسياب القطرات ظلماً أما علمت أن تدفق القطرات بالتكرار ستخترقك وستفنى أنت قهراً؟
--
لكم تجذبنى قطرات الماء في انسيابها حافرة في الصخر سحرها، وتاركة في الأرض آثارها، تتجدد المياه في مساراتها من ينبوع يضخ الحياة فيها فيزيد جمالها تألقاً وحسنا، وكم يزعجني إن ما عكر صفاء الصورة صخر عنيد أو غصن تهاوى من علياء جذوره فسقط معترضاً الجدول وحول الماء المتجدد راكداً لا حراك فيه فأفقده الصفاء ولون سطحه بالتجاعيد وكأنه يرفض التغيير ويعلن معارضته التجديد.
ما سبق دفعني للتأمل قليلاً حول واقع مؤسسي نحيا ومأساة نعايش فرغم بصيص الأمل المنبعث من الزوايا الخافته ورغم المحاولات المتفرقة هنا وهناك لخرق الطوق وإيصال الصوت، مازال واقعنا يعتريه الوهن ومؤسساتنا الأهلية لا تغادر مربعاتها, بل أن مجالسها الإدارية باتت مملكة أحادية ومدرائها منذ سنين توسدوا أماكنهم وماغادروها تطويراً أو تدويراً .
ما ألمسه أننا نفتقد وبشدة لثقافة التغيير وتقبلها، فبنظر الغصن المتعالي بكبر مقامه المتهاوي بضحالة إنجازه لا حاجة للتغيير فالأمر يجري بانسياب ولا مشكلة حقيقية تلوح في الأفق ولا بأس إن كان نظام يتهاوى طالما أن الكلمة الفصل للغصن صاحب الفضل، ولا بأس إن خرقت لوائح ونفذت مشاريع وأنفقت ملايين فالمجتهد مأجور في الحالتين ولا بأس من السير دون نظم وقوانين.
ومن وجهة نظر الصخر معترض الجدول, التغيير إن قدم قد لا يبقيه، وفي أفضل الأحوال سيغير بيئةً ونظاماً يؤويه, كيفه لصالح بقائه وتوسد ساحة القرار فيه، وكل من يأتي بغير ما أتى به باطل يستحق الهدم فلا أريكم إلا ما أرى، ولا بأس إن جانب الصواب بل ولا بأس إن قتل روح الإبداع فى مهدها ونحر الفكرة فى منبتها فكل الوسائل مشروعة شرط ألا يحدث التغيير.
تلك الصورة المؤلمة وإن تم استثناء بعض المؤسسات منها إلا أن غالبيتهم واقع تحت تأثيرها بقصد أو دون قصد، ما العمل إذا استسلام لواقع أليم والركون لأن تهب رياح التغيير من الخارج ترهيباً أو ترغيباً؟ أم البقاء رهينة تغيير منوط بشروط وأجندة المانحين؟
أتوقع أننا بحاجة لأشخاص يحملون التميز وساماً على صدورهم ويعتبرون رواداً في مجالاتهم، إننا بحاجة لشخص فريد وشخص رائد للبدء في عملية التغيير فالتغيير عملية لها ضوابط وشروط تتطلب التراكم لا حدث عابر مبتور ليس له جذور.
أشخاص على قدر التحدي لا تثبط عزيمتهم بتخاذل المحيط ولا تنتكس الآمال بآلام مخاض عملية التغيير فعلى قدر التحدي يكون تذوق طعم النجاح.
وعليك إن أردت أن تكون الفريد والرائد صاحب التغيير وحامل همه أن تدرس الواقع المراد تغييره. تلاحظ، تدون، تفكر بتعمق, تنظر لمن هم حولك ومن يصلح ليكون صاحب شرف التغيير وصاحب العزيمة التي لا تلين.
وعليك بإيصال رسالتك بالطريقة التي يفهمها غيرك لا بالطريقة التي تفهمها وعليك أن تكون واضحاً في غاياتك وأهدافك من التغيير فإن كنت صاحب غاية وهدف سام فستصل, أما إن كنت من أصحاب التغيير للكسب الذاتي فستهوي كما هوى غيرك.
ولا عليك بمن يريد التشويش على عملية التغيير فوجودهم حتمي فأنت تهدد مكانتهم الاجتماعية وتهدد صورتهم التي حفروها في أذهان مريديهم وأتباعهم سنوات طويلة فستجد تثبيط الهمة وتحقير المعلومة ونسف الإنجاز فلا تُضْع الوقت في الرد على الترهات وألتفت وركز في الإنجاز وإيصال الرسالة.
لا تحاول العمل منفرداً فعملية التغيير تتطلب تظافر الجهود وإشراك الجميع بصناعة القرار كي يتحملون نتيجة التغيير القادم، وإن ما نجحت في تشكيل فريق يؤمن بالتغيير وقادر على مواصلة الدرب فأعمد للترويج للتغيير وأشعر مجتمعك بوجود المشكلة ولابد من حلها.
وإن ما طَرحْتَ المشكلة ونجحت في ترويجها لا تربك الساحة بغياب الرؤيا المستقبلية للحل، فمن البديهي بمكان أن يكون محل التساؤل الأول ما البديل المقنع وما الرؤيا التي بموجبها سنغير ما نحن فيه لما تنشدنا إليه.
ولتضع رؤيا تقنع الجميع وتصب في خانة التغيير لا تستأثر بها لوحدك أشرك الفريق ومن أراد من المجتمع بل وإن شئنا الدقة عليك استشارة كل فرد في المجتمع موضع التغيير ولا تهمل فكرة ولا تحقر من رأي، فالكل له دور في عملية التغيير.
وإياك والصدام على سلطة واصدار قرار فتوزيع الأدوار مطلوب وحفظ المقامات ضرورة، وميزان الحماسة لدى الأفراد ولدى فريقك يقل وينقص فعليك بما يرفع وتيرة الحماسة ويلهبها ولتكن عينك على الوسائل التي تحقق الرؤيا موضع الإتفاق وعين على شؤون فريقك وحاجياتهم.
وإن ما قررت خوض غمار التغيير وريادته فعليك عبء مضاعف فقائد الفريق كالعضو في الفريق فلا تبخس أعضاء الفريق حقهم ولا تفرط في حقوقهم فأنتم جسد واحد. التغيير مناط فيه فإياك وأن يُصدم أعضاء الفريق بقائدهم، تعالى عن الصغائر لتسمو وتَرفع عن الكبائر لتستحق القيادة.
وأعلم إن نجحت والفريق في عملية التغيير فالأنتقال من مرحلة لمرحلة يصاحبه الفوضى فعليك بمعالجتها ولا بأس من إخفاقات هنا وهناك فالعملية لا شك صعبة ومعقدة وشائكة، إلا أنك بحاجة لنجاح ملموس تقنع به فريقك والمحيط ويستشعره من كان دوماً غصناً وصخراً معيق.
تذكرت أمراً سأختمه نثراً ، أيا غصناً تهاوى في الجدول للماء معترضاً، أما علمت إن الماء صددت تراكمت القطرات حتى تزيحك أمراً، وتمر فوقك غصباً؟، وأيا صخراً تحدى بصلابته انسياب القطرات ظلماً أما علمت أن تدفق القطرات بالتكرار ستخترقك وستفنى أنت قهراً؟
--
goga miro- عدد المساهمات : 3675
نقاط : 11059
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/01/2015
مواضيع مماثلة
» سكب الماء الساخن في الحمامات
» الطب البديل العربي أعراض نقص الماء بالجسم
» شرب الماء الساخن على المعدة الفارغة موضوع هامّ، ليتني أستطيع إيصاله لكلّ إنسان
» ماذا يفعل وضع اليد فى الخل و الماء ثلاث مرات يوميا ؟..معجزة حقيقية لجسم الأنسان
» الطب البديل العربي أعراض نقص الماء بالجسم
» شرب الماء الساخن على المعدة الفارغة موضوع هامّ، ليتني أستطيع إيصاله لكلّ إنسان
» ماذا يفعل وضع اليد فى الخل و الماء ثلاث مرات يوميا ؟..معجزة حقيقية لجسم الأنسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة أبريل 21, 2017 12:00 pm من طرف goga miro
» شركة ماى واى
الإثنين أبريل 10, 2017 12:23 pm من طرف goga miro
» ربية منتجات فرع الشرقيه اليوم الاثنين 10-4-2
الإثنين أبريل 10, 2017 12:21 pm من طرف goga miro
» برنامج صمود(ابريل-ايو-يونيه 2017) من شركة ماى واى وفرصة تحقيق شيك ليدر هذا العام وتكريم مادي ومعنوي .. تعرف علي التفاصيل !!
الجمعة أبريل 07, 2017 7:58 pm من طرف goga miro
» كلام_كبار_وركز_فيه_كويس_اكيد_هتستفيد
الجمعة أبريل 07, 2017 12:13 pm من طرف goga miro
» تنشيط فروع ماى واى الموحد ( فروع القاهره- الصعيد-الدلتا - القناه ) من 8-15 ابريل 2017 وتنشيط العضو الجديد
الجمعة أبريل 07, 2017 12:08 pm من طرف goga miro
» منتجات توفرت اليوم بفرع بورسعيد
الأربعاء أبريل 05, 2017 7:08 pm من طرف goga miro
» منتجات توفرت اليوم بفرع المطرية
الأربعاء أبريل 05, 2017 7:05 pm من طرف goga miro
» منتجات توفرت اليوم بفرع ميامى
الأربعاء أبريل 05, 2017 7:01 pm من طرف goga miro