ما هي ارض المحشر

جعل الله لقيام السّاعة علاماتٍ وأمارات فمنها علامات صغرى ومنها علامات كبرى، وقد ظهر كثيرٌ من العلامات الصّغرى وكان أوّلها بعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام القائل بعثت أنا والسّاعة كهاتين وأشار بالسّبابة والوسطى وكذلك آية انشقاق القمر على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ونحن نرى في عصرنا الحاضر كثيراً من العلامات الصّغرى التي تحقّقت كانتشار الزنا والفساد في الأرض وعقوق الوالدين وفشوّ التّجارة، ورأينا الحفاة العراة الذين كانوا يرعون الإبل كيف أصبحوا يتطاولون في البنيان بصورةٍ عجيبةٍ بل لقد قرأت حديثاً عن تنافس دولتين خليجيتين في بناء الأبراج فلقد بنت إحداهنّ برجاً شامخاً فإذا الدولة الأخرى تعلن عن مشروعٍ لبناء برجٍ تنافس فيه وتطاول الدّولة المنافسة، ورأينا النّساء اللاتي تحدّث عنهنّ رسول الله ووصفهنّ وصفاً دقيقاً بقوله كاسياتٍ عارياتٍ أي يلبسن لباساً يكسف عن عوراتهنّ أو يكون ضيقاً فيصف أجسادهنّ .
وعلامات السّاعة الكبرى هي العلامات المؤذنة بقرب يوم القيامة ونهاية العالم، فقد ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّها تتابع تتابعاً سريعاً ويردف بعضها بعضا ومن هذا العلامات خروج نارٍ من اليمن تسوق الناّس إلى محشرهم تبيت معهم إذا باتوا وترحل معهم إذا رحلوا، وقد ثبت أن أرض المحشر هي أرض الشّام التي باركها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث بل إنّه اعتبرها معقل المسلمين وملجأهم حين تقع الفتن، ففي الحديث الصّحيح حين رأى عليه الصّلاة والسّلام في منامه عمود الإيمان سلّ من تحته فذُهب به فاتبعه بصره حتى ذُهب به إلى الشّام ففسّرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الإيمان حين تقع الفتنة في الشّام، فهي أرضٌ مباركةٌ فيها المسجد الأقصى الذي تشدّ إليه الرّحال وفي بيت المقدس وأكنافه تبقى طائفة على الحقّ تقاتل لا يضرّها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتيها أمر الله وهي على ذلك .
فعلى المسلم أن يكون على حذرٍ من أن تدركه تلك العلامات وهو قائمٌ على معصية الله سبحانه وتعالى فعند خروج الشّمس من المغرب يقفل باب التّوبة ويختم على أعمال الناّس فلا ينفع الناّس إيمانهم إن لم يكونوا آمنوا من قبل .